هل يجوز للام ان تاخذ من مال ابنها اليتيم مما لا شك فيه على أن كبار العلماء قد أجمعوا على أن أكل مال اليتيم ظلماً يعتبر من الكبائر، كما وقد أجمعوا على أن من ولي يتيماً وكان غنياً فلا يحل له أن يأكل من ماله شيئاً، والجدير بالذكر على أن هناك الكثير من الصور المختلفة التي جاءت حول أكل مال اليتيم منها عدم المحافظة على ماله وتسليمه لليتيم ناقصاً أو ضم مال اليتيم إلى مال الوصي، وفيما يلي سنوضح لكم إجابة سؤال هل يجوز للام ان تاخذ من مال ابنها اليتيم.

هل يجوز للام ان تاخذ من مال ابنها اليتيم

قد تجد بعض الأشخاص يتساءلون حول هل يجوز للام ان تاخذ من مال ابنها اليتيم، ويجدر بالإشارة على أن مال اليتيم لا يجوز الاقتراب منه لأنه مقصور على صاحبه اذا بلغ أشده، كما جاء في قوله تعالى: ( فإن آنستم منه رشدا فدفعوا إليهم أموالهم)، لذلك فالله سبحانه وتعالى قد توعد من يأكل مال اليتيم ويأخذه بغير حق.

وقال تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نار وسيصلون سعيراً.

شاهد أيضا: هل يجوز الزواج بنية الطلاق حسب المذاهب الأربعة

كيفية التعامل مع مال اليتيم للولي وهل يجوز استثماره لمصلحة اليتيم

وفي سياق الحديث حول هل يجوز للام ان تاخذ من مال ابنها اليتيم، فيجدر بالإشارة على أن هناك بعض الضوابط والأمور التي يجب اتباعها من قبل الولي عند القيام باستخدام مال اليتيم ومنها ما يلي:

  • مما لا شك فيه على أنه يتوجب أن ينفق منه على اليتيم بالمعروف، ثم يدخر له الباقي.
  • كذلك أيضاً يجب أن يستثمر له ما زاد عن حاجته، إن وجد سبيلا مباحا آمنا للاستثمار.
  • علاوة على ذلك فإنه يجوز أن يخلط ماله بماله، في الطعام والشراب، دفعا للحرج. قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
  • كما وينبغي أن يأكل الولي من مال اليتيم إن كان فقيرا؛ لقوله تعالى: وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا.
  • كذلك أيضاً في حالة إذا بلغ اليتيم، وصار راشدا، أي يحسن التصرف في المال، وجب دفع ماله إليه؛ لقوله تعالى:(وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا).
  • أيضاً يحرم أخذ مال اليتيم، في غير ما سبق – من خلط ماله بماله وليه، ومن أخذ وليه عند حاجته -. قال تعالى: وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا.
  • كما ويجوز للأم أن تأخذ من مال ابنها، أو بنتها، عند الحاجة، بشرط ألا تأخذ ما تعلقت به حاجتها، وألا تضره وتجحف به، وألا تأخذ منه لتعطي لولدها الآخر.

شاهد أيضا: هل يجوز صلاة التهجد في البيت وكم عدد ركعاتها وما فضلها

حكم الاستلاف من مال اليتيم

وفقاً لما ورد من قبل إحدى الفتاوي، فإنه لا يجوز الاقتراض من مال اليتيم إلا إذا كان في ذلك مصلحة له، كما ويجب عدم التصرف بمال اليتيم كما وضحنا لكم في الحالات السابقة:

  • كما ولا يتم التصرف في ماله إلا وليه، والجدير بالذكر على أنه ليس للجدة ولاية على مال اليتيم، كما أن التيمي من مات أبوه لا من ماتت أمه، كما وسيدفع مال اليتيم إليه اذا وجد منه الرشد بعد البلوغ.
  • وما كان من المال فقد تركه وزع بين الأيتام على حسب نصيبهم الشرعي كذلك أيضاً ما كان هبة فقد يتم توزيعه على وفق وتبعاً لنية الواهب.

الإنفاق على اليتيم من ماله

إنه لمن الواجب على من ولى مال يتيم أن يحافظ عليه، وأن يعمل بما فيه مصلحته، ويحرم عليه أن يأكل منه، إلا إذا كان محتاجا، والجدير بالذكر على أن الله سبحانه وتعالى قد أباح لولي اليتيم المحتاج أن يأكل منه بالمعروف، فقال الله سبحانه وتعالى في ذلك: (مَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) {النساء: 6}.

شاهد أيضا: هل يجوز للحائض ان تقرا القران وما يحل للحائض وما يحرم عليها

وبعدما وضعنا لكم بعض التفاصيل التي جاءت حول كيفية التعامل مع مال اليتيم، فقد وصلنا إلى نهاية وختام مقالنا والذي من خلاله قد تعرفنا على هل يجوز للام ان تاخذ من مال ابنها اليتيم.