هل يجوز تقسيم الميراث قبل الموت، من المتعارف عليه منذ زمن بعيد بأن الميراث يتم تقسيمه على الورثة بعد وفاة صاحب الشيء، على أن يكون مقسماً وفقاً للشريعة الإسلامية وفقاً لتنفيذ الوصية إن كانت قد كُتبت من قبل المتوفي قبل وفاته، ولكن هناك بعض الحالات التي يجوز بها تقسيم الميراث قبل الوفاة على أن تكون في سبيل الهبة، أو التوريث خوفاً من حدوث الخلافات بين الورثة ما بعد الوفاة، ولكن ما هو الحكم في ذلك، هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا هل يجوز تقسيم الميراث قبل الموت.
ما هو علم المواريث
هو العلم بتقسم ممتلكات الأقارب المتوفين وفقاً لما جاء به القرآن الكريم والذي يعتبر المصدر الرئيسي للشريعة الإسلامية، والتي يتم تحديد المبادئ والتوجيهات العامة للمسلمين من خلاله، لذا يعتمد المسلمين القرآن الكريم أحد أهم الصيغ التي تحدد أسس الإنصاف في كثير من أمور الدنُيا.
ما هي شروط الإرث
هناك مجموعة من الشروط التي يجب ان يتم التحقق من توفرها لحدوث الإرث أو لحدوث تقسيماً للإرث بعد وفاة الشخص، والتي لا يمكن أن يتم تقسمه إلا في حال أن تم التحقق من وفاة الوارث بدايةً، ومن خلال السطور التالية نذكر أبرز وأهم هذه الشروط:
- أولاً التحقق من حياة المورث بالفعل بعد وفاته إن مات بالفعل، إذا انفصل عن الأم وعاش ولو لفترة وجيزة بعد وفاة الموصي، مثل المولود الجديد فإنه يستحق الإرث، ويوجد تفاصيل أكثر فيما يختص بذلك في كتب الفقه.
- ثانياً: معرفة الجهات أو الفئات التي يحق لها الإرث، كأن يتم تحديد جانب القرابة من الزواج أو القرابة أو الولاء. من أبوه أو أمه أو الأخوة أو العمومة، ومدى القرابة والدرجة بين المتوفى والوارث، وذلك لكي تكون جميع جوانب الميراث واضحة ولا لبس فيها، وليأخذ كل ذي حق حقه.
إقرأ المزيد: لماذا لا يكون المقصود بالميراث في الاية ميراث المال
حكم توزيع المال بين الورثة قبل الموت
يقول إحدى الأئمة بأن هناك شخص قد تساءل عن الحكم في توزيع التركة قبل وفاة الوارث، فما هو الحكم في ذلك الأمر، فيما يلي سنتعرف على الحكم الشرعي وفقاً لما جاء عن ابن باز رحمه الله:
- في حال أن قام الشخص بتقسيم ماله على وجه حياته لأولاده قبل وفاته فلا حرج في ذلك، ولكن الأفضل أن يترك شيئاً له لكي يسد به حاجته أو ما يجعله يكون في غنى عن حاجتهم بعد تقسيمه، فقد يشح الأبناء في الإكرام عليه بعد تقسيمه لهم وإعطائهم حقوقهم في الميراث، فالأفضل أن يترك الميراث حتي يموت ومن ثم يتم توزيعه على أبنائه بعد وفاته ووفقاً لوصيته.
توزيع الميراث قبل الموت على سبيل الهبة
من المعروف أنه ما دام الإنسان على قيد الحياة، فإن ماله تحت تصرفه، لذلك يجوز للشخص أن يعطي نصف أو كل ممتلكاته لشخص أو مجموعة أو لورثته أو للآخرين، ولكن ما هو الحكم في أن يوزع إرثه على سبيل الهبة:
- يمكن للشخص الحي أن يوزع ماله وأملاكه وهو حي بقصد الهبة وذلك الأمر متاح له وجائز، وخاصة إذا كان يخاف الظلم والحرمان لأحد الورثة بعد وفاته.
- بينما في حال كان على تأكد من أنه سيتم توزيع يراثه وفقاً للشرع والأحكام الدينية دون حرمان أحد الورثة، فلا داعي أن يقوم بتقسيم ماله ويجب أن يترك ذلك إلي ما بعد وفاته.
- قد بين كلاً من المذهب الحنبلي والحنفي بأنه يجب على الأب أن يقوم بتقسم ورثة على الأبناء وفقاً للدين الإسلامي للذكر مثل حظ الأنثيين.
- كما وقد اتفق المذهب المالكي والشافعي على أن الواجب في العطاء العدالة، لذا يستحب أن يعدل الأب ما بين أبناءه لقوله صلى الله عليه وسلم “اتَّقُوا اللهَ وَاعدِلُوا بَينَ أوْلادِكُم”.
شاهد أيضاً: سبب حرمان المرأة من الميراث في بعض المجتمعات والاسر وما يتركه من اثار سلبية
إلي هنا وقد انتهينا من مقالنا والتي تعرفنا من خلاله على أحد الأحكام الشرعية التي تختص في تقسيم الميراث للورثة، وذلك من خلال مقالنا هل يجوز تقسيم الميراث قبل الموت، وفي الختام نأمل أن نكون قد قمنا بالإجابة على سؤال مقالنا بالشكل الصحيح.